عن عقيدة الاخوان وقدسيتها المساويه لقدسية دعوة الرسول “الاولي” كما يسمونها


في كتاب “طريق الدعوه” الذي نشره عمر عبد الفتاح التلمساني المرشد الثالث لجماعة الإخوان المسلمين تجميعا لمقالات مصطفي مشهور المرشد الخامس للإخوان المسلمين والذي نشر عام 1979 تقريبا ..

قال في المقدمه في مستطيل اسود الفقره التاليه:

(طريق الدعوه طريق واحدة .. سار عليها رسول الله صلي الله عليه وسلم و صحابته من قبل . وسار الدعاة و تسير عليها بتوفيق من الله من بعد : ايمان و عمل و محبه و اخاء – دعاهم الي الايمان و العمل ثم جمع قلوبهم علي الحب و الاخاء .. فاجتمعت قوة العقيده الي قوة الوحده – وصارت جماعتهم هي الجماعه النموذجيه التي لابد ان تظهر كلمتها وتنتصر دعوتها وان ناوأها اهل الارض جميعا)

ثم في صفحات الكتاب يبدأ في ترسيخ هذا المعني حيث يضع قدسية جماعة الاخوان المسلمين في نفس قدسية جماعة الرسول (ص) و ان طريقهم الواحد (اي دعوة الاخوان) هي الوحيده الصالحه فلا بديل له جائز من داخلها او خارجها .. فيقول (ليست دعوة الاخوان الا صدي للدعوه الاولي يدوي في قلوب هؤلاء المؤمنين) ..

وعلي لسان البنا يقول في خطبته موجها كلامه للاخوان في مؤتمر جامع  (ان طريقكم هذا مرسومه خطواته موضوعه حدوده ولست مخالفا هذه الحدود التي اقتنعت كل الاقتناع بأنها اسلم طريق للوصول. اجل قد تكون طريقا طويلا ولكن ليس هناك غيرها) .. وفي النهايه يقول (اما النصر و السياده واما الشهاده و السعاده) ..

ثم يؤكد علي قدسية الجماعه فتلخيصا للنص المكتوب فيقول (انه بعد ان سار الشرق الاسلامي بالدعوه و انتشر وعظم وأقام حضاره .. غفا غفوه كبيره وضاع منه السلطان واحتلت الارض وسلبت الثورات وتواري الجهاد و التشريع و يحاول الالحاد ان يأخذ طريقه ولكن الله سبحانه وتعالي هيئ الاسباب لايقاظ الامه فكانت جماعة الاخوان المسلمين وبعض الجماعات الاسلاميه .. وسار الشهيد حسن البنا بالجماعه علي نفس الطريق الذي سار به الرسول (ص) .. فما اشبه تلك المرحله بمرحلة بدء الدعوه )

ولوصف الوسائل و الادوات يقول (بهذه الوسائل يسير العمل وتتدرج الخطوات .. فيوجد الفرد المسلم و البيت المسلم و المجتمع المسلم فتتهيأ الاعده الاسلامي امتينه لقيام الحكومه الاسلاميه التي تتحد مع مسيلاتها لتتحقق الدوله الاسلاميه العالميه وعلي رأسها الخلافه الاسلاميه واستاذيه العالم بأذن الله تعالي “حتي لا تكون فتنه ويكون الدين كله لله”)

ما اقصده هنا ان هناك ايمان و عقيده مرسخه داخل كل فرد اخواني بأنهم تكرار لدعوة الرسول الاولي كما يسمونها .. وكأن الله بعث فينا حسن البنا ليجدد دعوة الرسول في جماعه لها نفس قدسية جماعة الرسول لتعيد مجد الاسلام و سلطان العالم واستاذيته .. فلا دين غيره.. فالامام حسن البنا هو مجدد الدين في زمن السقوط الديني الذي شبههه بفتره دعوة الرسول الاولي .. فالاولي للرسول وجماعته و الثانيه للبني وجماعته .. فهم يؤمنون بالخلافه الاسلاميه و سيادتها (نظاميا) والدعوه لهذا الهدف سبيل .. فهي مرحليه كشأن الديموقراطيه اليوم .. فديموقراطية اليوم ماهي الا وسيله لخلافة الغد … لذلك فلكم ان تتخيلوا هذا الاسقاط المرعب .. فان كان البنا مجددا و الجماعه كجماعة الرسول مهيئه من عند الله لنصرة الدين .. فهل كل من يعارض طريق هذه الجماعه هو عدو للدين ثم الي الله .. هل ولّ زمن الشرح وحان وقت التنفيذ .. فمن قاوم الدعوه الان كمن قاوم الرسول وجماعته في غزوه من الغزوات …

والله اعلم.

مقاس غريب .. مقاس الأغراب


بدأ الكلام وانا واقف في أول الطريق ومافيش ورايا تاريخ أرجعله لو نخييت في وسط السكه.

ترددت  بالرغم من اني بعد شوية مشي اكتشفت اني مافكرتش في كل الاحتمالات.

أخدت النفس ومشيت والخطوه كانت للاسف أسرع من قوة احتمالي.

ومشيت وباصص علي الهدف الي كل اما اقرب يبعد  فتفضل المسافه بيننا ثابته.

قلت يمكن السرعه خفيفه شد شويه يا واد يمكن الهدف متحرك.

فجريت شويه وحسيت انه فعلا بيقرب . ركزت نظري عليه والابتسامه في وشي ضيقت عيني  من وسعها .

مافقتش الا وانا واقع علي الارض ووشي متعاص طين مع ان الارض ماقيهاش طين .

قمت وكملت بس مشيت وماجرتش .

نسيت الهدف وبصيت تحت رجلي خايف لقع تاني . وانا اصلا مش فاهم هو انا وقعت ليه .

يعدي الوقت وافتكرت انا هنا ليه وكأني كنت نسيت .

الهدف بيبعد والتفاصيل بهتت . فقررت أجري تاني .

المره دي الجري مابقاش ينفع . أصل الهدف بعد أكتر من اللازم .

يعني أطير ولا اقف ولا أمشي . مابقتش فارقه كده كده مش هوصل .

قعدت ونمت وحلمت بالايام الي ماعشتهاش . أيام متفصله علي كل المقاسات الا مقاس واحد .

مقاس غريب .

لو حاولت اغيره . اما هعوم واغرق او هتخنق و ارجع .

وصحيت علي كابوس طلع في الاخر سؤال .

هو أصلا ايه الهدف . مايمكن مش علي مقاسك ؟

بصيت أسال مالقتش اصلا حد . سكتك يابني مقاسها مش علي حد . طيب مايمكن أساسا مافيش سكه . يمكن ويمكن انت جوه الحلم .

في تفصيله ناقصاني عشان اعرف هكمل لفين . هو انا اكيد عارف ليه و من أمتي كمان.

يمكن لو غيرت مقاسي اوصل اسرع. يمكن الجريه تجيب نتيجه .

يا بني ماحدش بيغير مقاسه . مقاسك ليك وللي زيك . هتغيره يمكن تعيش بس السكه هتتغير . هتوصل بس لمكان تاني .

انا بكره التغيير . وبكره التبديل . خليني في مقاسي . انا اصلا عاجبني المقاس .

قمت متسند و مشيت كما كنت.

مشيت تاني وبطلت ابص علي الهدف يمكن اوصل . اصل زمان قالولي ماتستناش الحاجه تيجي بسرعه .

شويه ورجلي تعبت . مابقتش قادر اكمل .

بس لسه في نفس للمشي . بس في الغالب مشي مايوصلش . بصيت ورايا . بس ماقدرتش

عدلت وشي ناحية الهدف و مشيت تاني .

كملت مشي . بس عشان ماعنديش خيار تاني .

سكة الرجوع انا سدتها من زمان .

اما المكان فماينفعش يعيش فيه انسان .

والسكه مفتوحه بس الي يقدر يكمل .

يمكن يظهر في الطريق عصفور . يغني. بس مش هقرب له .

أصل اكتشفت في النهايه ان مقاسي ماينفعش يعمل حاجتين .

مقاسي ماينفعش يضحك .

و مقاسي بيطير العصافير .

مقاسي لازم يمشي في السكه لاخرها .

وادينا مكملين ..

تدوينه مسرحيه


tear gas

مسرحية تجريبيه رائعه تبشر بنوع جديد من الفن المسرحي الاكثر انتاجا و تطورا في الاخراج و الاداء التمثيلي …

تبدأت الاحداث كعادة هذا النوع من مسرحيات هذه الفتره ولكن هذه المره اختلفت تماما عما كان يعرض  مما يدل علي تطور فني و انتاجي ملفت للنظر الا لمن اغمض عينيه عن فن الساحه ..

المشهد الاول : يتجمهر المعترضون امام مكان سيادي في خلفية المسرح يرمز للنظام بشكل او بأخر ثم يبدأ بعض من هم في المقدمه  بفعل ما يبرر من بالداخل للبدأ في رش المياه والتي تستمر لساعه او اقل ثم يبدأ الاكشن.

المشهد الثاني : تدخل عربات تمثل مدرعات قوات الامن من يسار المسرح وتضرب علي مايبدوا قنبلة غاز  و غيره لتفرق الجموع لابعادهم من امام البوابه اكبر مسافه ممكنه لتتيح لباقي المدرعات التي تدخل المسرح بدورها بالترتيب المكتوب في السيناريو للتمركز علي الخشبه بين الحشود وبن المكان السيادي.

وصف المشهد الثالث .. عدد المدرعات المستخدمه تقريبا (7) تضمنت ثلاث انواع مختلفه لم تكن تستخدم كلها في مسرحيات سابقه مما يدل علي بداية نوع جديد من فنون المسرح (ملحوظه .. بدا ان هذه المسرحيه تجريبيه) ..

المدرعات المستخدمه هي تلك المدرعه التقليديه في كل العروض و المدرعه الصاعقه (الي بتكهرب) و مدرعات ضخمه اطلق عليها بعض الممثلين  اثناء احد المشاهد اسم الكاسحه مما اكسبها شسيئ من الهيبه ولكن للصدق كانت هذه اول مره اراها تستخدم بهذه البراعه مما يدل علي تدريب و اعداد طويل.

لم يستخدم المخرج المدرعه الصاعقه هذا العرض .. يبدوا وانه فقط (بيلين الكاوتش) او لم يرد في السيناريو الذي عرض دورا لها ومن هنا طرأت في ذهني تساؤلات (هل يمكن ان يخرج النص المسرحي عما كتب المؤلف فيضطر الا استكمال المسرحيه بسيناريو أخر !!! ام انها خطأ في التصميم !!!) .. استخدمت المدرعات الصغيره للهجوم القصير واستخدمت فيما بعد للسيطره علي الكوبري (وبذكر الكوبري احب ان اشيد بالتصميم الرائع للديكور وتناسق الارتفاعات و المسافات التي استخدمت ببراعه في الاحداث) .. اما المدرعات الضخمه (عروس المسرح) فاستخدمت للهجوم الكامل والمطاردات و فتح الطريق للمدرعات الصغيره التي يبدوا ان المؤلف يريد ان يوضح ان الامن يخشي علي المدرعات الصغيره حتي لا تؤثر كما كان يحدث في عروض سابقه فيمهد لها دائما الطريق بالمدرعه الضخمه.

لم يتواجد اي نفر مترجل في هذا العرض من الامن .. فقط المدرعات و الحشود المتجمهره.

ملحوظه .. اهتم المخرج هذه المره بدقة التصويب وعدم عشوائيته .. فمثلا قذف قنابل الغاز من المدرعات علي المسرح كان يصل لهدفه بالضبط قاصدا لعدة اغراض.

فأحيانا كانت تضرب القنابل بشكل يسهل التقاطها والعدو بها تجاه المدرعات فينعزل ملتقط القنبله عن الاخرون فتهجم المدرعات .. وفي هذه اللحظه يمكن القبض علي ملتقط القنبله بكل سهوله.

أحيانا يتم الضرب علي اهداف صغيره في مستويات عاليه مثل الكوبري.

وأحيانا يضرب بشكل يصعب التقاط القنبله فيمتلئ المكان بالدخان فيخلي الساحه لبرهه وتنعدم الرؤيه الا من ضواء المدرعات في أخر المسرح.

وصف المشهد الرابع .. تناغم و تناسق في حركة المدرعات علي المسرح بشكل انسيابي .. فنري فتح الطريق يتم بسهوله ويسر واحتلال المواقع نفذ بمنتهي الاتقان حتي ان بعض الممثلين لم يجدوا في هذه اللحظة الا سياره ملاكي وضعت علي المسرح ليختبئوا خلفها من سرعة تنفيذ الحصار.

المشهد الاكثر اثاره :

عندما احتل الثوار الكوبري من فوق المدرعات وكانت المدرعات تضرب القنابل بأعلاه بشكل جيد .. الا انهم كان لديهم سيناريو اخر.

بدأت المدرعه الكبيره في الهجوم ومطاردة الحشود لابعد مسافه ممكنه خارج حدود المسرح حتي ان المشاهد العادي في اي درجه من درجات المسرح لن يراهم للحظه  (ملحوظه .. صممت الكباري ليكون ارتفاع احدهما اكبر من الاخر المواجهه للمبني السيادي المرسوم في خلفية المسرح وتتمركز امامه المدرعات) .. هرع المتظاهرون هربا من المدرعه و من كان بالخلف طارد المدرعه التي خرجت من المسرح فاخلت الساحه تقريبا من المتظاهرين الا بضعه صغيره .. تحركت مدرعتان علي هدي المدرعه الضخمه التي افسحت الطريق وابعدت المتظاهرين .. وهنا كان من بقي ولم يطارد المدرعه الضخمه محاصر .. السياج من خلفهم و الكوبري علي اليمين و المدرعتان في المواجهه .. حتي ان البعض اختبأ خلف السياره الملاكي.

كان هناك اختيارات عده للمدرعتان .. فاختارتا ان يحتلا الكوبري الاقل ارتفاعا لتأمين المدرعات بالاسفل.

بعد ذلك قام المتظاهرين بوضع بعض المعيقات علي منزل الكوبري احضروها من خارج المسرح لمنع المدرعتان من النزول بعد صعودهم .. وبذلك فقد المشتبك الكوبري تماما وسيطرت عليه المدرعات.

بعد قليل وكأنه تجريب لتكتيك جديد لكيفية استخدام مساحة المسرح في مشهد اكثر تعقيدا .. هاجمت مدرعه المتظاهرين الذين وقفوا علي منزل الكوبري لمنع المدرعتين من النزول ..  فكان المشهد كالاتي (مدرعه بالكوبري الاكثر ارتفاعا تكشف من يتجمع بالكوبري الاقل ارتفاعا وتضربهم فيهربوا تاركين الكوبري للمدرعتين لتقررا ان يرحلا او يبقيا .. وبالطبع بقيا مرابضين في اعلي الكوبري) ..

ملخص المسرحيه ..

استخدام ادوات جديده

اجاده في الادوات التقليديه

تناغم وانسجان في الحركه

براعه في استخدام التصميم للتفوق

السرعه و الانتشار

الدقه و التزامن بين المؤديين

سيطره كامله علي المسرح

يمكن بمنظوري النقدي ان نطلق علي هذه المرحله من هذا النوع من فنون المسرح بمرحلة (التطور) وحتي يستمر التطور لابد من تطور أخر لنصل الي مرحلة (التوازن) .. فيبدوا ان ماذال خيال بعض المؤلفين عاجز عن خلق ادوات و فنيات ليستخدمها الممثلين لرسم أحداث اكثر اتزانا تحول دون الوصول الي نفس النهايه في كل مره ..

ربما نحتاج الي التطوير في هذا الفن .. او الامتناع عنه تماما و البحث عن فنون أخري الغلبه فيها للمشاهد و الممثلين.

مقدمه عن ما قبل التحريض لوصف المرحله .. سلسلة (الطريق الي الموجه الجديده)


هذه التدوينه الاولي في سلسلة (الطريق للموجه الجديده) .. هي ليست بمرجعيه تصلح .. ولكنها وجهة نظري اتمني ان نصححها و نعمقها لتشمل كل الافكار لطرح اقوي واكثر تأثيرا في رحلة الموجه الجديده. اشارككم الفكره ربما نري فيها ضالة ما.


وصف المرحله:

قبل أي شيئ سأحاول وصف المرحله الان وذكر النقاط الأهم لخدمة سياق التدوينه.

اولا : مجموعه النظام (التي يمثل الاخوان واجهتها الان) تقدم نماذج قويمه للفشل السياسي و الاداري في كل شيئ تقريبا .. بل وفي بعض الاحيان لا تراعي المجموعه المبرره لهم فتقدم علي فعل غريب دون تقديم مبرر سياسي يساعد انصارهم في الرد علي انتقاد المجموعه الرافضه (الممثله في الثوار) .. علي سبيل المثال استقبال احمدي نجاد في مصر و خطابات رئيس الوزراء.اما من منظور اخر فهي تقدر وبسرعه غريبه علي تجاوز مرحله ترسيخ قاعدتهم لتشرع في بناء نظامهم او نموذجهم السلطوي ان صح التعبير بالطبع للابقاء علي المصالح الثابته للنظام ومصالح الممثل (الاخوان حاليا) المتغيره. ولنا في ذلك دستور و قوانين وقرارات و تعينات و مناصب و تهميش و خطابات و تلميحات و تحريض وتقسيم وتخوين و كلها لخدمة هذه المعاني.ولسنا بصدد سردها الان.

ثانيا : مجموعة النظام تستخدم الامن بكامل قوته في التعامل مع الفعل التصعيدي بشكل عنيف مع استهداف واضح لافراد معينه.

ثالثا : الضغط المستمر علي ارادة الثوار وردعهم والتعامل بشكل قمعي مع نماذج منهم.

رايعا : حاله من اليأس و الاحساس بالعجز من مجموعه الرافضين واستهلاك لمعاني الامل بتوسيع وتيرة القمع و العنف.

خامسا : هناك حفاظ دائم و مستمر علي خلق الفعل التصعيدي العنيف الساذج الذي ادي بدوره الي رفض مجموعة الثوار الي هذا الشكل العبثي او الاتفاق علي عبثيته ما اكسب هذا النوع من التصعيد شكلا غير مقبول لدي الشارع وكأنه خيار المراهق الثوري الاول.

تعريف المرحله :

هي مرحلة ما قبل التحريض للفعل الثوري بغض النظر عن شكله او مدي راديكاليته .. مرحله تبعت مجموعة صراعات متتاليه كان لكل منها هدف واضح تبنته المجموعه الثائره وابدعت في معظمه .. فمثلا نري البدايه في صراع الاستفتاء في مارس علي التعديلات الدستوريه وبداية ظهور الجبهه الاسلاميه في التحريض للمهادنه لصالح السلطه الاسلاميه قبل الدستور ثم صراع المحاكمات و اعتصام يوليو الذي فض اول يوم رمضان من الشرطه العسكريه ثم صراع محمد محمود الذي كان رافضا لاستخدام العنف مع مصابي الثوره ثم احداث مجلس الوزراء الرافضه لحكومة الجنزوري الذي انتهي بفض الاعتصام وضرب الفتيات و صراع كشف العذريه و صراع استقلال القضاء الذي لم يدعمه الاخوان (ممثلي السلطه) وصراع مقاطعة الانتخابات الرئاسيه و صراع الدستور و اللجنه التأسيسيه هكذا ..

قد نتفق او نختلف علي الي اي مدي نجحت هذه المواقع في تحريك المسار و الي اي اتجاه بالضبط ولكن يجب ان نتفق علي كيفية استخدامه في ما هو أتي لخدمة القضيه.

كيف هذا ..

ان فكرنا سنجد ان  النتائج المترتبه علي عدم دعم الشعب المصري لكل هذه الاحداث التي شارك فيها الثوار وحدهم والتي كالعاده اكتفت أطياف الشعب بالادوار المعهوده (التبرير و التخوين و السكوت و المهادنه و اللامبالاه او الانسحاب مبكرا) .. كلها تثبت ان مجموعة الثوار كانو بشكل او بأخر اصحاب بعد نظر ومبدأ ثابت.

فمثلا .. عن المقاطعه كانت الدعوه لها منعا للسقوط بين احتمالين كلاهما كارثي .. فحتي طرح ان فوز مرسي هو الافضل والذي وللاسف كان يدعمه بعض النشطاء كان الرد عليه من جبهة المقاطعه حاسم (ان فاز مرسي و فشل كيف نعلم انه فاسد او انه مغلوب علي امره مما يسمي باسطورة الدوله العميقه .. وان قومناه .. كيف نضمن الا يخرج لنا افراد الاخواد دفاعا عن شرعيته وماذا هو حال الشارع حينها وكيف سنبرر الدماء المسفوكه بيد اهلها ؟؟) كلها تنبئات حدثت بكامل تفاصيلها المريعه.

كذلك نموزج المحاكمات و المطالبه بالقصاص .. فالمهادنه فيها وعدم تكاتف الشعب الغير ثائر حينها أدت الي التهاون هذه الايام ونري سلسلة الخروج الامن للعسكر ثم كوادر النظام السابق هذه الايام.

كيف يمكن استخدام هذا المنطق في كسب ثقة الشارع في الطرح متوسط وبعيد المدي في رحلة التجهيز للموجه الجديده التي لا يملك احد استنتاج موعدها؟ هذه نقطه هامه.

طبيعة الصراع المرحلي:

اري الصراع الان متلخصا في جمله كثر ما رددتها .. انه صراع وجود بين النظام الذي يرسخ قواعده بالشكل الجديد وبين المجموعه الثائره المصره علي التغيير .. فالنظام يجبرك بكل قوته مستخدما لكل الادوات كي يفرض عليك واقعا سيزداد التهابا مع الوقت .. يدفعك نفسيا للتأقلم علي ردود أفعاله فتصبح عاده .. ومع الشعب يشكله نفسيا للعوده الي نموزج المغلوب علي امره.. يفرض تحكمه في ادوات الفعل وكذلك يوجهك الي رد الفعل المناسب ليرسم هو لك الصوره التي يريدها لك الان .. فتصبح عبثي ان فكرت في التصعيد و تصبح همجي ان صعدت و تيأس وتشعر بالعجز ان امتنعت وفكرت .. فمع الوقت ينقرض النوع الثائر ونعود من حيث لم نبدأ .. ونكفر بالقضيه.

الهدف الان ببساطه هو الحفاظ علي التوتر الثوري دون تصعيد متهور يخرج عن السيطره نخسر به ورقه جديده وفئه جديده من الشعب ومن الثوار انفسهم .. الهدف الاعداد لمرحلة التحريض التي لسنا مستعدين لها بعد .. الهدف هو الحفاظ علي النوع الثوري من الانقراض حتي عبور تلك المرحله بأقل خسائر و تضحيات ..

الهدف هو فرض واقع الشارع الرافض وسط زخم فرض النظام لفساده كأمر واقع مقابل فيعترف كل منا بالاخر ونبدأ الصراع.

نقطه هامه:

لي وجهة نظر عن الثورات الشعبيه..

هناك ثلاث عوامل اساسيه للنجاح او ظهور و استمرار الفعل الثوري حتي الوصول الي نقطة دعم ثوري لا نتقهقر بعدها الي الخلف مره اخر .. نستريح عندها لنبدأ موجه اخري بناءا عليها.

اولا : انسجام الدوافع : للاسف وهذا واقع تختلف الدوافع لدي الاطياف المختلفه للشعب الواحد .. فنجد ان ما يكفي لتثوير طائفه معينه هو للاسف شيئ عادي ومبرر لدي اخرون ..

ثانيا : الفعل الثوري : وان افترضنا انسجام الدوافع فنواجه بمشكله انسجام طبيعة وشكل الفعل .. فتجد البعض لايعترف بتبعية مجموعه تتبني فعل معين هو الامثل من وجهة نظرها .. فمثلا استخدام العنف في الرد علي التدخل الامني اثناء المظاهرات و اقتحام المقرات الممثله للنظام .. كلها للاسف تؤدي الي انسحاب البعض اثناء المعركه فتتفتت الصفوف وتنتهي المعركه بخساره فادحه.

ثالثا : تعريف النصر : وهذا ما وضح جليا في تخلي مبارك وفي الانتخابات و في احكام مجزرة بورسعيد .. فنحن لا نتفق علي تعريف لحظة النصر التي سننفض عندها معلنين الوصول الي نقطة اللا رجوع .. فالبعض يري في تخلي الحاكم نقطة لا رجوع و البعض يري في انتخاب مرشح غير تابع للنظام (البائد من وجهة نظرهم) اي كان مصدره نصرا مبينا.

حتي في موجة الخامس و العشرون لم تنسجم كل العوامل السابقه .. في جمعة الغضب انسجمت البدايات ولم تنسجم الافعال الا عند اللجوء الي السلميه المطلقه بحدها الادني ممثله في الاعتصام في ميدان واحد ..

ودعوني انوه انه لابد الا ننظر الي كل عامل علي حداه .. فانسجام الدافع لن يفعّل لفعل سواء كان منسجم او لا دون رؤيه مختلفه للخروج و اخراج الشعب من هاجس (تكرار نفس الشيئ لن يصل بنا لشيئ).

وجهة نظري هنا ان انسجام البدايات لن تتحقق الا بانسجام المبادئ و الافكار وليس المصالح.

وانسجام الفعل لن يأتي بتبني مجموعه معينه لفكرة التصعيد .. ولكن بترك الامور تتحرك بناءا علي دفع الثوار للعوامل الثلاث السابقه مع الحفاظ علي وتيرة التحريض و التذكير .. وهذا مرسخ تماما في فكرة العصيان المدني كبدايه قويمه لمنتهي التصعيد الكامل الانسجام الذي يصل الي اقصاه يوما ما يقرر فيه الشعب العاصّ لحكومته انه لا مناص من التصعيد والخروج من دائرة اللاعنف.

اما انسجام النهايات فلا ضامن له الا انسجام البدايه المنزهه عن اي مصالح.

العقيده و الختام:

اولا : الاصل في الفكره هي نصرة الخير الذي هو بالفعل منتصر مادام الفعل قائم و القضيه علي قيد الحياه.

ثانيا : لا مجال لليأس و الشعور بالعجز في مرحله تعرف فيها لحظة الانهزام بالاستسلام لليأس و العجز.

ثالثا : الخروج من هذه المرحلهه و الوصول الي لحظة الاستقرار مع النظام (لا اعني مفهوم الاستقرار بهذه الرفاهيه ولكني اعني اعترافه بوجود المعارضه امر واقع).

رابعا : العمل علي الوصول للانسجام الثلاثي امر ضروري ..لن يتحقق الا بالانتشار و التواجد في الشارع بشكل يتناسب مع المكان والصعود به لمستوي التناغم.

خامسا : الحزن أمر لا تنظير فيه .. ولكن هناك فارق بين الحزن و الاكتئاب .. فضحايا القضيه وفي هذه المرحله بالتحديد لا ثمن لهم الا بانتصار القضيه في مراحلها القادمه .. فلا تستسلم للحزن فمن منا يدري ان كان هو القادم.

سادسا : لا تتعجل لحظة الانسجام فهي مرنه تتحرك بعدا و قربا حسب ترددك و اجتهادك.

سابعا : حدد دائره نصف قطرها يتناسب مع امكانياتك و خبراتك وقدرتك علي التواجد لدعم القضيه و حرك نصف القطر ومركز الدائره حسب قراءاتك الواقع فلا داعي للمجازفه.

ثامنا : وثق ما تقرأه وتعرفه وكأنك الوحيد الذي يفعل ذلك .. ستحتاجه قريبا.

تاسعا : سلّ نفسك الاسئله التي تخشاها وصارع حتي تجيب فحينها انت بصدد دائره اكبر.

اخيرا : الوطن لا يبنيه الا السعداء .. وسعادة الامل تفوق اي سعاده .. وايمانك بحكمة الحياه هي مصدرك الغير قابل للتشكيك فيه .. فان كفرت بها .. فلا داعي للاستمرار.

اقرأ حديث أصحاب الاخدود تجد فيه ما اقول ..

“فقال للملك .. انك لست بقاتلي حتي تفعل ما أمرك به” .. من حديث اصحاب الاخدود.

افكاري و اقتراحاتي عن العصيان المدني – مقدمه و مبادئ اساسيه


الورقه الاولي – افكاري و اقتراحاتي عن العصيان المدني – مقدمه و مبادئ اساسيه وملخص لما هو مفصل في الاوراق التاليه

ما هو العصيان المدني و ماهي اهدافه ؟

العصيان المدني هو قمة التصعيد السلمي (اللاعنفي) وهو ايضا شكل من اشكال المقاومه الشعبيه التي يلجأ له الشعب للأعتراض علي قرار او قانون تم اقراره او مقر بالفعل و أثبت فشل.

يعرف ايضا بأنه طريقة رفض جماعي للمضي في نظام فاسد فيمتنع الشعب عن ممارسه يومه بشكل عادي الا بعد استقامه الدوله للمسار الطبيعي.

يظن البعض ان في العصيان المدني تعطيلا لمصالح الافراد و تضييع للفرص الاقتصاديه الي اخره .. ولكن كل هذا لا محل له عند طرح العصيان حيث التضحيه بكل هذا جائت نتيجة خطر داهم لا يمكن التمادي في الحياه علي التوازي معه .. كمثل ارتفاع الاسعار بشكل غير مبرر او اقرار قانون مرعب ومقيد للحريات و اي قرار قد يؤثر علي مستقبل البلد بشكل قد يحدث كوارث.

ومن المهم جدا ان  نفرق بين الاحتجاج بأي شكل من أشكاله و المقاومه الممثله في العصيان المدني .. فالاحتجاج هو تعبير عن الاعتراض قد ينتهي بالازعان للقانون او القرار دون تصعيد .. اما المقاومه فلا ازعان فيها وتستمر حتي يتم التراجع فيه.

يكون العصيان المدني ايضا ضروريا في حال ان السلطه تقر قرارا او تسن قانونا  او تتخذ خطوه بشأنها ان تضر بمصالح الشعب او جزء منه او تؤدي تباعيتها الي تشوه في الشكل التقليدي و المألوف للدوله كالفتن و الانقسامات او تقسيم الدوله الي دويلات او مجموعات قد تنتج بدورها ما يسمي بالحرب الاهليه.

صور العصيان

يظهر العصيان المدني في صورة امتناع لاطياف الشعب الممثل في الافراد المشاركه في العصيان .. فيمتنع الشعب عن التعامل مع النظام بأي شكل من الاشكال .. فلا يدفع الفواتير الحكوميه (مياه – غاز – كهرباء – ضرائب .. الخ) و تمتنع الفئات عن ممارسه يومها بالشكل الطبيعي .. فلا يذهب الطالب الي مدرسته ولا العامل لمصنعه ولا الموظف الي عمله او يذهب متوقفا عن العمل كالاضراب معلنا هذا ويمتنع سائقي المواصلات و تغلق المحال و الاسواق.

ويأتي كل هذا بشكل تدريجي يتناسب مع الفعل .. فتبدأ فئه لتشجع فئه أخري ثم أخري حتي يصل الي اقصاه  .. مع العلم ان هذا التدرج غير مركزي .. اي لا تحدده جهه معينه .. ولكن مع بدايه العصيان واستمرار التحريض يستمر التدرج تلقائيا.

ولابد ان نفرق بين العصيان المدني وبين الاضراب حتي ولو كان عام .. فالعصيان المدني امتناع عن التعامل مع النظام بشكل شامل حتي يرجع عن خطوه تم اتخاذها بشأنها احدثت شرخا في الدوله سياسيا او اجتماعيا او ثقافيا .. الخ .. يختلف العصيان في رسائله الموجهه للشعب سواء كانت لتبرير عصيانه او لتحريضه للمشاركه او الدعم دون مشاركه ..

يلتزم العصيان باللا عنفية حتي وان تعرضت مجموعه للتحرش او القمع او المنع او حتي الاعتقال .. لابد ان تواجه كل هذه المواقف بالسلميه التامه حتي يأمن الناس للمبدأ المرسخ في الافراد.

يحتاج دائما للخروج في مجموعات كبيره بشكل متكرر لملئ الميادين العامه والشوارع الرئيسيه لايصال الرسائل المعبره عن اسباب الاعتراض .. التزاما بالشكل السلمي حتي النهايه.

الخطابات الموجهه من خلال العصيان المدني

يوجه العصيان المدني خطابات عده قبل و اثناء و من بعده سواء بالنجاح او الفشل ..

فقبل بدأ لعصيان يجب ان توجه دعوي لكل فئات الشعب للتحريض علي العصيان بأهداف واضحه و بسيطه لا اختلف عليها و يجب مراعاة حزف المطالب التي قد تحدث شرخا بشأنه يؤثر في عدد المشاركين ..

يكون الخطاب الموجه للتحريض في شكل علني (لا سريه فيه) اعتمادا علي الوسائل الاسرع وصولا للشعب كنوع من انواع الاعلام الحر الموازي لاعلام السطه ..

تعتمد ايضا طرق اخري صغيره ولكن تعددها يضمن وصوله للجميع كالكتابه علي الحائط (في العلن) و توزيع المنشورات و ارسال الرسائل المباشره و الملصقات الي اخره ..

ويجب ان تستمر هذه الخطوه اثناء العصيان دون تغيير في النص مع الالتزام بالاهداف الاولي دون تغيير او تحريف.

ملحوظه .. يجب ان توحد نسخه الخطاب حتي لا يتم التحريف فيها بالاضافه او الحزف لاثارة القلاقل او الفتن والتحريض ضد الاعتصام او اكثابه لهجه عنيفه لا سلميه او تصعيديه غير منطقيه تقلل عدد المشاركين. وعلي المجموعات ان تراقب الخطابات الموجوده بين يدي الجمهور لرصد اي مخالفه للتعامل معها بأسرع وقت دون تراخي.

الخطاب الاخر موجه للسلطه التي تملك شرعية تغيير القرار او القانون او الخطوه التي كانت سبب العصيان .. فتكون واضحة المعالم مبرره بشكل واضح ذات لهجه قاطعه لا بدائل لها . علي ان يتم التشديد علي انه لا يوجد من يمثل العصيان .. فذلك ما حدث مثلا في ثورة مصر حيث نجد السلطه تخرج الي الناس معلنه انها اجتمعت مع ممثلي اعتصام ما للحوار وهذا ما لم يحدث قط .. فعدم تمثيلية العصيان تؤكد علي شعبيته و لا مركذيته .. فالخطاب الوحيد مع السلطه يأتي من المطالب العصيان المرسخه فيه وفي تحركاته العلنيه.

ايضا هناك خطاب تاريخي .. يتم بتوثيق احداث العصيان في كل المراحل و تدوين الخطاب السياسي بشكل دقيق و مرتب وردود افعال السلطه حتي تعرض بشكل واضح تاريخيا دون تشويه لتكون درسا مفيدا لاي تجربه مشابهه مستقبلا.

يجب ايضا نشر كل الممارسات التي يستخدمها النظام او اتباعه من المدنيين للجمهور حتي يكتسب العصيان تعاطف الناس ويؤكد علي خوف السلطه منه.

مبادئ اساسيه في العصيان

العصيان المدني مقاومه لاعنفيه شعبيه مستمره ولا تنتهي الا بالتراجع قرار او قانون.

العصيان المدني فعل معلن غير سري ينظمه الافراد و المجموعات بشكل غير مركزي و معلن ومنظم ومتصل غير منعزل او مجزأ.

تعتمد فكرة العصيان اساسا علي فكرة التغلب علي الخوف من الفشل او الوصول الي فراغ ثوري نتيجة لامبالاة السلطه.

العصيان فعل طويل المدي قد يستمر لفتره حسب تشدد السلطه و تسلطها .. وحسب قوته بالفعل فيختلف عصيان عن أخر بسرعة التدرج و التصعيد (في حدود فكرة العصيان).

من يقوم بالعصيان

يقوم بالعصيان كل اطياف المجتمع من عمال و موظفين من القطاعين و طلاب و باعه و رجال دين و حتي العسكريين .. ويستثني منه الاطباء و العيادات و المستشفيات.

وجدير بالذكر انه لابد من تنظيم التعاون بين الفئات السابقه لتحقيق اكتفاء ذاتي للمجموعه لاستمرار العصيان و كذلك توحيد المبدأ و التأكيد علي اللاعنفيه ونشر الوعي و الثقافه لدي الجميع.

كيف يبدأ وكيف يستمر

كشأن كل عمل ثوري لاعنفي شعبي .. تبدأ عدة مجموعات بنشر انها سوف تمارس العصيان المدني بشكل علني في يوم محدد وتوجه دعوه لكل المجموعات و الافراد دون تحديد اسماء .. قد توصف المجموعه بأنها فئه محدده كالقضاه مثلا او سائقي المواصلات او قد توصف بأنها مجموعه قد تشكلت لهدف معين او اعتراضا علي فكره معينه المهم انه بتتابع عدد المنضمين و اعلان انضمامهم يبدأ العصيان في التشكل و التكوين .. وتستغل العلاقات الفرديه بين افراد المجموعات في نشر الحدث بينهم .. فتعلن مجموعه تلو الاخري انضمامها للعصيان وتبدأ في تنظيم تحركاتها و وجودها في الشارع وطريقة النشر الاعلامي علي ان يتم مراعاة ما سبق ذكره عن توحيد الخطاب الجماهيري و توحيد المبدأ الاساسي للعصيان و كذلك المطالب المحدده .

لا اقصد بالمجموعات هنا الحركات ذات الايدولوجيه المحدده او الاحزاب مثلا .. اقصد بالمجموعه اي افراد ربما عدهم ثلاثه او اكثر يجمع بينهم شيئا ما .. ربما هم اصدقاء لا اكثر.. مع العلم ان تعدد المجموعات في العصيان المدني من اهم نقاط العصيان لانه يلغي مركذيه العصيان فيصعب ضربه او اختراقه وارسال رسائل سلبيه للجماهير.

يراعي ايضا ضروره اندماج المجموعات مع بعضهم البعض ومع الافراد حتي يحدث التألف و الدعم النفسي والذي هو اهم نقطه من نقاط المقاومه طويلة المدي.

ولان العصيان في الاساس فعل معلن غير سري .. فلابد ان تستمر حاله الحوار مع الجمهور بشكل غير مباشر قدر الامكان لتجنب المشاحنات .. فاللافتات و الرسائل الاعلاميه التي سبق ذكر امثله لها هي الاسرع .. ودع المظهر العام و أخلاقيات العصيان تؤكد علي ذلك.

يجب ايضا حمايه العصيان من اي رسائل سلبيه او مخالفه لهدف العصيان من ان تنشر معبره عنه فتشوه الصوره الكليه .. وذلك عن طريق الانتشار و التواجد المستمر في الشارع والمراقبه .. علي ان يتم رصد المخالفات و الاعلان عنها فورا دون اي تراخي وتجنب الاشتباكات .

انضمام الحركات الثوريه او ذات الايدولوجيات المحدده كالاشتراكيه او اليساريه او حتي الوسط او اليمين الي العصيان يدعم العصيان بشكل كبير .. فالبعض يطمئن للاسماء الدارجه كنوع من الثقه و لكن يجب الا يؤثر ذلك علي الخطاب الجماهيري .. فلا نري شعار حزبي مثلا علي منشور او بيان يصدر باسم حزب او حركه .. فوحدة الخطاب كما اتفقنا من اهم عناصر العصيان.

العصيان المدني فعل جماهيري فردي في الاساس .. فالفرد هو المكون الاساسي للمجموعه .. فعلي الفرد ان يعلم انه مقدم علي عمل تصعيدي و تحريضي قد يدفعه الي المثول امام القانون بتهمه موجهه اليه كفرد .. فالايمان بدرجة خطورة الدافع هي اهم عوامل الثبات في هذا الحين .. علي ان يتم توثيق كل من يتم اعتقالهم بشكل احترافي و دقيق ومتابعة اخبارهم اول بأول دون تراخي وكذلك تقديم الدعم الحقوقي و القانوني لهم.

ومن النقطه السابقه تتجلي فكره انضمام الفئات المتعدده للعصيان المدني.

من النقاط الهامه الواجب ذكرها في العصيام هو ان تعرف ان من مسؤلية السلطه ان تطعم شعبها وتوفر له الموارد الاساسيه للحياه .. فان عجزت الدوله عن ذلك فقد فشلت وعليها اتخاذ الاجرائات العاجله للتعامل مع الموقف .. فان انكرت السلطه العصيان و مطالبه فمع تدرج العصيان وانتشاره في فئات اكثر تشعبا و تنوع فستضطر السلطه لاعاده ضخ الحياه مره اخري عن طريق الاستجابه للمطالب او التعامل الامني مع المحرضين او استخدام الارهاب .. ولان العصيان لامركزي بطبيعته .. فلن تفلح الاعتقالات في قمعه .. واما الارهاب فلن يفلح ابدا مادام المجموع كبير و متعاونه .. مع الالتزام بلاعنفية الحدث منذ البدايه حتي النهايه ..

لابد ان تضع كل مجموعه الطريقه اللاعنفيه التي سوف يتم استخدامها في حالة استفذاذ السلطه او تابعيها لهم امنيا عند التجمع .. فهذه النقطه من اهم النقاط الواجب ذكرها علي الاطلاق .. واكرر .. لاعنفية العصيان هي الركيزه الرئيسيه القائم عليها المبادره.

ملحوظه نهائيه

يجب الا يرتجل الشعب فعل العصيان دون استقراء واضح لمدي استعداد الشعب للمشاركه .. وهذا يحتاج تواجد بالشارع لمن يتبني فكرة العصيان و ارسال رسائل غير مباشره لاستبيان مردود الشارع لهذا الفعل وكيف سيتم مواجهته .. مع العلم ان التحضير لهذا الفعل من اهم الانشطه التي يجب ان تتبناها اي حركه ثوريه .. فهي كأي ثقافه يجب نشرها اولا قبل المضي في تفعيلها .. كشأن اي فعل ثوري .. فحين تأتي اللحظه المناسبه ستجد الناس تتحدث عن العصيان كما لو انه فعل فطري.

ذلك كله لان فشل العصيان نتيجة التعجل به او عدم اندماج الحركات الثوريه في الفئات المختلفه او لجهل مدي استعداد الشارع وعدم دراسه مدي استعداد السلطه للمواجهه كلها اسباب تؤدي الي حالة احباط و قد تؤتي بنتيجه عكسيه تماما تزيد من سطوة النظام علي الشعب.

فلابد الا يتعجل اي شعب في العصيان الا بعد تجربة وسائل المقاومه الاقل حده في التصعيد حتي يبرر للشعب انه لا مناص من هذه الخطوه وحتي يتأكد من تمكن ثقافة العصيان من الشعب بما يكفي لانتشاره و نجاحه بسرعه.

ختاما .. كل ما هو مكتوب هنا يمثل فكرتي عن العصيان واقتراحاتي ورؤيه شخصيه للفعل الثوري اللاعنفي .. اتمني الا تتخذه مرجعا وحيدا للموضوع ولكن اقرأ فيه من مصادر مختلفه و كون منظور اكثر عمقا و تأثيرا و واقعيه بالفعل تتناسب مع مجتمعك.

دعوه للخروج لنسكن الشوارع حتي يسقط الشر اينما كان


دعوه للخروج

حدث بالفعل عام 1919 ان الشعب المصري قد خرج  بالفعل بأكبر عصيان مدني في تاريخ العالم ولم يعد الا وقد لغي الحمايه البريطانيه عن مصر .. شارك في العصيان النخب و الطلاب و رجال الدين و الموظفين و العمال و الفلاحين وساعو البريد و سائقي المواصلات العامه .. العصيان استمر بدون اي كلل او ملل من الشعب .. استمر دون ان يلوم احدهما الاخر فلا حاجة اليوم لهذا السؤال فقد خرق المبدأ لاهداف غير انسانيه

ألم يحن وقت النزول ضد الدم ؟! الم يحن الوقت لنغضب علي مقامرات الحكام في ردود افعالنا و المراهنات علي الاعداد  فكم سيؤيد و كم سيعارض ؟!

الموضوع بسيط .. رئيس جمهوريه تسبب بقراراته في اشعال فتنه و انقسام لم تنشأ من قبل في تاريخ مصر ويتمسك بقراراته .. قرار خرجت له الحشود معارضه .. فكيف فيها الخير ان كتب التاريخ ان ميلادها كان علي دماء ابنائها بأيديهم انفسهم

فلا صوابا يشعل فتنه او يسيل دمائا .. ولا حق في مستقبل يبني علي دماء شعب يقتل نفسه .. فثمة خطأ .. فهذا كله ضد الفطره

وجب الخروج الي الشارع لاعادة الميزان الي وضعه الطبيعي .. الغلبة للسلميه بكل معانيها .. فما يضرب اتباع النظام وناصريه الا جهلا بالمبادئ الانسانيه

دعوكم منها ولنجتمع علي وئد الفساد الظاهر في الارض و وقف الدماء و انقاذ الغد بالخروج الي الشارع ورفض المضي في المكابره و المراهنه علي الاعداد و ردود الافعال .. فقد مات بالفغل من مات وانتهي الامر

اخرج الان ولا تتردد ودع التاريخ يوثق اكبر ثاني عصيان في نفس البلد

عصيان للفتنه و للمزايده علي الدماء و الاستخفاف بالعقول

دعنا نخرج لمنع اي احتمال لتاريخ اسود نسير فيه ادوات لاحلام النظام .. نخرج ولا نعود الا كما بدأناها أول مره ولنري ماذا نفعل ليرضي الجميع

أخرج وخذ معك من يقدر وادع ليخرج معك من تستطيع .. اختر الوجهه واملا الشارع بهتاف الانسانيه لا السياسه

اخرج واعلن عن خروجك ولا تعد الا وقد عاد الجميع او سقطت اسباب الفتنه

لا تمارس يومك بشكل طبيعي فالتاريخ سيكتب خبر السكوت علي الباطل والخنوع الي الشر يحكمنا بمراهناته

خذ رفقائك واعلنوا نبأ الخروج .. اخرجوا مجموعه واخرج فردا المهم ان نخرج

دعنا نتقابل في الشارع غدا .. فلا راحة الا في نصرة السلام لكل الناس

لنسكن الشوارع و الميادين .. فلا أمن الا فيها لو لم يأمن الكل في بيته